اضطراب-الشحصية-الوسواسية

اضطراب الشخصية الوسواسية (OCPD) هو حالة نفسية تجعل الشخص يركز بشكل مفرط على النظام، الكمال، والتحكم في مختلف جوانب الحياة، بالنسبة للنساء، قد يكون هذا الاضطراب تحدياً إضافياً، خاصة في ظل الضغوط المجتمعية التي تتطلب التوفيق بين العمل، الأسرة، والمسؤوليات اليومية. في هذا المقال، سنتعرف معاً على هذا الاضطراب، أسبابه، أعراضه، وكيفية التعامل معه.

ما هو اضطراب الشخصية الوسواسية؟

اضطراب الشخصية الوسواسية يختلف عن الوسواس القهري (OCD)، في حين أن الوسواس القهري يركز على الأفكار المتكررة والسلوكيات القهرية، فإن اضطراب الشخصية الوسواسية يتعلق بنمط مستمر من الكمالية المفرطة، التركيز على التفاصيل، والحاجة إلى التحكم.

أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية عند النساء

قد تختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى، لكنها تشمل غالباً:

  1. السعي الدائم للكمال: الاهتمام المفرط بالتفاصيل أو القواعد حتى على حساب الإنجاز.
  2. صعوبة في اتخاذ القرارات: الخوف من ارتكاب الأخطاء أو عدم القدرة على اتخاذ خيار “مثالي”.
  3. الصرامة والتحكم: الحاجة إلى السيطرة على كل جانب من جوانب الحياة.
  4. العمل المفرط: إعطاء الأولوية للعمل والإنتاجية على حساب العلاقات أو الترفيه.
  5. تجنب التفويض: الرغبة في تنفيذ المهام بنفسكِ لأنكِ تعتقدين أن الآخرين لن يقوموا بها بالشكل الصحيح.
  6. البخل أو التوفير المفرط: قد تظهر ميلًا إلى الاقتصاد الشديد خوفاً من المستقبل.

أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية

لا يوجد سبب واحد محدد للإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية، لكنه غالباً ما يكون ناتجاً عن عوامل متعددة تشمل:

  • العوامل الوراثية: إذا كان هناك تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية.
  • التربية: بيئة صارمة في الطفولة قد تزرع القلق من ارتكاب الأخطاء.
  • تجارب الطفولة: مثل التعرض للنقد المستمر أو الضغوط العالية لتحقيق الكمال.

كيف يؤثر اضطراب الشخصية الوسواسية على حياتكِ؟

يمكن أن يؤثر الاضطراب على حياتك بأكثر من طريقو:

  • في العلاقات: قد تواجهين صعوبة في التفاعل مع الشريك أو الأصدقاء بسبب التوقعات العالية أو السلوكيات التحكمية.
  • في العمل: قد تجدين نفسكِ تعملين ساعات طويلة بحثاً عن الكمال، مما يؤدي إلى الإرهاق.
  • في الصحة النفسية والجسدية: القلق والتوتر الناتجان عن السعي المستمر للكمال يمكن أن يؤثران على صحتكِ بشكل عام.

هل يمكن علاج اضطراب الشخصية الوسواسية؟

نعم، يمكن التعامل مع هذا الاضطراب من خلال العلاج النفسي وتغيير أنماط التفكير والسلوك.

1. العلاج النفسي

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعدكِ على التعرف على الأفكار غير المفيدة وكيفية التعامل معها.
  • العلاج الديناميكي: يساعدكِ على فهم جذور السلوكيات الوسواسية.
  • تنمية المرونة: تعلم كيفية قبول الأخطاء وعدم التركيز على الكمال.

2. تقنيات الاسترخاء

  • ممارسة التأمل أو اليوغا لتخفيف التوتر.
  • تخصيص وقت للأنشطة الممتعة والابتعاد عن العمل المفرط.

3. الدعم الاجتماعي

  • التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين يمكنهم دعمكِ.
  • الانضمام إلى مجموعات دعم لمن يعانون من اضطرابات الشخصية.

4. تحسين العادات اليومية

  • وضع أهداف قابلة للتحقيق بدلاً من السعي المستمر للكمال.
  • تعلم تقنيات إدارة الوقت لتجنب الإرهاق.

اقرئي أيضًا:

كيف أتحكم في غضبي – 7 استراتيجيات فعالة

الأسئلة الشائعة

1. ما الفرق بين اضطراب الشخصية الوسواسية والوسواس القهري؟

اضطراب الشخصية الوسواسية يتعلق بالكمال والتحكم في كل شيء، بينما الوسواس القهري يركز على أفكار متكررة وسلوكيات قهرية للتخلص من القلق.

2. هل النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الوسواسية؟

لا يوجد دليل على أن النساء أكثر عرضة من الرجال، لكن تأثير الضغوط المجتمعية قد يجعل الأعراض أكثر وضوحاً لدى النساء.

3. كيف أساعد نفسي إذا شعرت بأنني أعاني من هذا الاضطراب؟

ابدئي بتخصيص وقت للاسترخاء، تعلمي قبول الأخطاء، واطلبي مساعدة مختص نفسي إذا شعرتِ بأن السلوك يؤثر على حياتكِ بشكل كبير.

4. هل يمكن أن يختفي اضطراب الشخصية الوسواسية مع الوقت؟

غالباً ما يستمر اضطراب الشخصية الوسواسية على مدى الحياة، لكنه يمكن أن يتحسن بشكل كبير مع العلاج والدعم المناسب.

5. هل يؤثر هذا الاضطراب على علاقاتي الشخصية؟

نعم، قد يؤدي إلى تحديات في العلاقات بسبب التوقعات العالية أو السلوكيات التحكمية. العلاج يمكن أن يساعد في تحسين العلاقات.

ختاماً عزيزتي، إذا كنتِ تعانين من اضطراب الشخصية الوسواسية، فأنتِ لستِ وحدكِ. هذه الحالة يمكن التعامل معها وتحسينها من خلال العلاج والدعم. تذكري أن الكمال ليس الهدف، بل السعي لتحقيق حياة متوازنة وسعيدة.

 

شارك المقالة مع اصدقائك

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *