مرض البهاق

يعتبر مرض البهاق أحد الأمراض الجلدية التي تؤثر على النساء والرجال على حد سواء، إلا أن تأثيره قد يكون ملحوظًا بشكل خاص على النساء بسبب طبيعة البشرة والتغيرات الهرمونية، يؤثر البهاق على حوالي 1-2% من سكان العالم ويعد من الأمراض المناعية الذاتية التي تحدث نتيجة فقدان صبغة الجلد.

في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل جميع الجوانب المرتبطة بالبهاق عند النساء، بما في ذلك أسبابه وأعراضه وطرق التشخيص والعلاج.

البهاق هو مرض جلدي غير معدٍ يتميز بظهور بقع بيضاء في مناطق معينة من الجلد نتيجة فقدان الخلايا الصبغية (الميلانين) في الجلد، والتي تعتبر المسؤولة عن لون الجلد والشعر.

يحدث البهاق عندما تهاجم خلايا الجهاز المناعي الخلايا الصبغية نفسها، ما يؤدي إلى تدميرها وفقدان لون الجلد تدريجيًا.

تتعدد أسباب الإصابة بالبهاق، ورغم عدم وجود سبب محدد ومؤكد، فإن هناك عوامل معروفة تسهم في حدوث المرض، ومنها:

  • عوامل وراثية: يعتبر التاريخ العائلي للإصابة بالبهاق من أقوى العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، إذ يتعرض الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابون بالبهاق لزيادة في خطر الإصابة.
  • خلل في الجهاز المناعي: يعتبر البهاق من الأمراض المناعية الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الميلانين في الجسم نتيجة خلل مناعي يؤدي إلى تدميرها.
  •  التوتر والضغط النفسي: تشير بعض الدراسات إلى أن التوتر المستمر والضغط النفسي قد يكون لهما دور في تحفيز ظهور البهاق أو تفاقمه، حيث تؤثر الضغوط النفسية سلبًا على توازن الجهاز المناعي.
  • التعرض للمواد الكيميائية:  يعتقد أن التعرض لبعض المواد الكيميائية الضارة قد يساهم في تدمير الخلايا الصبغية، ما يؤدي إلى فقدان اللون في الجلد.
  • العوامل البيئية: تؤثر العوامل البيئية مثل أشعة الشمس الضارة وبعض الملوثات على الجلد، وقد تزيد من احتمالية الإصابة بالبهاق، خاصة لدى من يعانون من قابلية وراثية.

البهاق قد يظهر في أجزاء مختلفة من الجسم، وتتباين أعراضه، لكن هناك أعراض رئيسية تشمل:

  • ظهور بقع بيضاء على الجلد: هذه هي العلامة الأكثر شيوعًا، حيث تظهر البقع البيضاء في مناطق مختلفة مثل الوجه، واليدين، والذراعين، والركبتين، والمناطق المحيطة بالفم.
  • فقدان لون الشعر: يمكن أن يؤثر البهاق على لون الشعر أيضًا، حيث يمكن أن يظهر الشيب في مناطق معينة من الجسم مثل فروة الرأس أو الحاجبين.
  • فقدان لون الأغشية المخاطية: في بعض الحالات، يمكن أن يفقد الأشخاص المصابون بالبهاق لون الأغشية المخاطية مثل داخل الفم أو الأنف.

عادةً ما يتم تشخيص البهاق بواسطة طبيب الجلدية الذي يتبع الخطوات التالية:

  •  الفحص السريري:

   يعتمد الطبيب على فحص الجلد بشكل دقيق لرؤية البقع البيضاء، وقد يستخدم جهاز “وودز لايت” (Wood’s Light) الذي يظهر البقع بشكل أكثر وضوحًا.

  • التاريخ المرضي:

   يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي للمريضة وحالات البهاق في الأسرة، إضافة إلى الاستفسار عن الأعراض والضغوط النفسية وأي تغيرات حدثت مؤخرًا.

  • تحليل دم:

   في بعض الأحيان، يجرى تحليل دم للتأكد من عدم وجود أمراض مناعية أخرى مرافقة، حيث ترتبط أمراض المناعة الذاتية بالبهاق.

  •  فحص الجلد:

   قد يُجرى فحص لعينة من الجلد لتأكيد التشخيص، إذ يمكن للخلايا الصبغية المفقودة أن تساعد في تأكيد الإصابة بالبهاق.

توجد عدة طرق لعلاج البهاق تهدف إما إلى استعادة اللون في الجلد أو إلى تخفيف تفاقم الأعراض. من هذه العلاجات:

العلاج الدوائي:

  •    الكورتيكوستيرويدات: يستخدم بعض الأطباء كريمات الكورتيكوستيرويدات الموضعية للمساعدة في استعادة لون الجلد.
  •    مثبطات المناعة: تستخدم الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكريمات التي تحتوي على مادة “تاكروليموس” التي تساعد في منع تدمير الخلايا الصبغية.

  الضوء:

  •    تعتبر العلاجات الضوئية مثل العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (UVB) من الطرق الفعّالة في بعض الحالات لاستعادة لون الجلد.
  •    يتم العلاج بضوء UVB بشكل منتظم، وقد يتطلب العلاج بالضوء جلسات متعددة لتحقيق نتائج مرضية.

 العلاج الجراحي:

   في الحالات الشديدة، يمكن استخدام تقنيات زراعة الجلد لاستعادة لون الجلد، حيث تُؤخذ خلايا صبغية من مناطق غير متأثرة بالبهاق وتزرع في المناطق المصابة.

العلاج الطبيعي والتغذية:

   يتوجه بعض الأشخاص إلى استخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على مضادات الأكسدة مثل فيتامين (C) و(E)، والتي قد تساهم في حماية الخلايا الصبغية.

رغم أنه لا يوجد وسيلة مؤكدة للوقاية الكاملة من البهاق، إلا أن هناك بعض النصائح التي قد تساعد في تقليل احتمالية الإصابة أو تقليل ظهور البقع البيضاء:

  1. الحماية من أشعة الشمس: استخدمي واقي الشمس بانتظام لتقليل الأضرار الناجمة عن أشعة الشمس.
  2. الحفاظ على توازن نفسي: التوتر والضغوط النفسية قد تلعب دورًا في تفاقم أعراض البهاق، لذا يُنصح بالاهتمام بصحتكِ النفسية.
  3. التغذية السليمة: اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة قد يساعد في دعم المناعة.
  • التحدث مع الطبيب: التواصل المنتظم مع الطبيب والحصول على الدعم الطبي المناسب ضروري للتعامل مع المرض وتقبل حالتكِ.
  • التثقيف: تعرفي على البهاق أكثر، حيث سيساعدكِ ذلك في تفهمه والسيطرة على آثاره النفسية.
  • الدعم النفسي: يمكن للمشاركة في مجموعات الدعم أو الحصول على استشارة نفسية مساعدة على تعزيز ثقتكِ بنفسك.

 1. هل البهاق مرض معدٍ؟

   لا، البهاق ليس مرضًا معديًا، ولا ينتقل عن طريق اللمس أو الاختلاط مع الأشخاص المصابين.

 2. هل يمكن أن يؤثر البهاق على الأطفال؟

   نعم، يمكن أن يصاب الأطفال بالبهاق، خاصة إذا كان لديهم تاريخ عائلي للإصابة.

 3. هل يساعد العلاج بالليزر في علاج البهاق؟

   يمكن أن يساعد الليزر في بعض الحالات، لكنه ليس علاجًا كاملًا للبهاق، ويعتمد نجاح العلاج على استجابة الجسم ونوع البهاق.

 4. هل يمكن أن يظهر البهاق مرة أخرى بعد العلاج؟

   نعم، قد يعود البهاق مرة أخرى حتى بعد العلاج، حيث تعتمد استمرارية النتائج على استجابة الجسم ونوع البهاق.

ختامًا، مرض البهاق مرض طويل الأمد قد يكون له تأثيرات نفسية وصحية، خاصةً لدى النساء. لكن مع التوعية الطبية والدعم النفسي، يمكن للمريضات التعامل معه والتغلب على الآثار النفسية المرتبطة به، واتباع خطوات الوقاية المناسبة يسهم في تحسين نوعية الحياة.

المصادر

Vitiligo: Types, Symptoms, Causes, Treatment & Recovery

شارك المقالة مع اصدقائك

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *